يتواصل نشاط مخبر البحث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى بتونس، في إطار فعاليّات التظاهرة العلميّة «محاضرات»  بتنظيم لقاء حواريّ مع الأستاذ المتميّز محمود قطاط يوم الخميس 8 أفريل 2021 على الساعة العاشرة صباحا حضوريّا وعبر البثّ المباشر من قاعة أحمد الوافي بالمعهد العالي للموسيقى بتونس.

ينسّق الحوار ويديره الأستاذ أنيس المؤدب.

بقلم الأستاذ أنيس المؤدب

يُعدُّ الأستاذ محمود قطاط أحد أيقونات الموسيقولوجيا المعاصرة، فهو من روّاد البحث الموسيقي الأكاديميى في العالم العربي وفاعل أساسي في التأسيس للعديد من مؤسساتها التعليمية والبحثية بالبلدان المغاربية والمشرق ودول الخليج. وتُعْتَبَرُ كِتاباتِه أهمّ المراجع على الصعيد الدوّلي في تاريخ الموسيقى المغاربية والموسيقى العربية الإسلامية المقامية. والبرهان أنه من قلائل الباحثين العرب من ذوي الاختصاص الدّقيق الذين تُرْجِمت أعمالهم إلى لغات متعددة.

إلى جانب ذلك، يدينون خريجو المعاهد العليا للموسيقى والأقسام التي تُدرّس مواد موسيقية بالجامعات التونسية، مباشرة للأستاذ محمود قطاط، لا فقط لأنه مُحْدِثُ تدريس الموسيقى وعلومها بالجامعة التونسية منذ سنة 1982، بل لأنه مُكوّنُ الأجيال الأولى في الميدان وهم بدورهم من واصلوا- ومنهم من يواصلون – المسيرة، والتي لم تَكُنْ في بداياتها، محصورة في مسائل معرفية، وإنّما تتجاوزها إلى صراع مع مواقف اجتماعية لم تتقبّل التعليم الجامعي للموسيقي، وتطلب الأمر عقودا لتغيير تلك النظرة، وتنامي أعداد المقبلين على المجال وتوسعه في شكل اختصاصات ومراحل تصل إلى نيل شهادة الدكتوراه.

واكتفاء بما قدّمتُهُ حول الأستاذ محمود قطاط- وهو قَطْرٌ من فيضٍ-، وفي سياق استشراف مستقبل الموسيقولوجيا بتونس وإعادة مُساءلة مناهجنا وتوجهاتنا ومقارباتنا، فإنّي سألتجئ لأستاذنا لنستنير برأيه ونستمد منه طاقة لشحذ الذهن، وذلك في لقاء سيجمعني به على شاكلة محاورة سيجيب فيها عن مجموعة من الأسئلة التي سأطرحها عليه، تتطرّقُ لأبرز القضايا والإشكاليات التي تناولها في مؤلفاته وخاصة المهتمة بموسيقى الحضارة العربية الإسلامية وقالب “النوبة” ومن ضمنها “المالوف” التونسي، إلى جانب تقييمه لواقع التعليم العالي الموسيقي بتونس وكيف يرى مستقبله. وما هي النصائح التي يقدمها للباحثين الشبان. كما أن بعض الأسئلة ستكون موجّهة للتّعمق في فهم شخصيته كمفكر ولتثمين منجزاته.

سيرة ذاتية مختصرة للأستاذ محمود قطاط

أ. د. مـحـمـود قـطّـاط : أستاذ متميّز وباحث، اختصاص موسيقى- علوم موسيقية، وحضارة عربية إسلامية (الجامعة التونسية). اقــترن اســمه بــتأســيس المعهــد الــعالــي للموســيقى، وإحداث اختصاص العلوم الموسيقية وتدريسه بالجامعة التونسية (منذ 1982). وهـو مـن مـؤسسـي مـركـز الـــموســـيقى الـــعربـــية والـــمتوســـطية (النجـمة الـزهـراء). اضطلع بعديد المهام ذات الصلة على الصعيد الوطني والقومي والدولي، من بينها : – خبير الـمنطقة الـعربـية لـدى الـيونـسكو (المجـلس الـدولـي للموســيقى) – عضو عامل بالمجلس العلمي للمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) – مستشار وزارة الإعلام / مركز الموسيقى التقليدية (سلطنة عُمان)… إسهامه في التدريس لا يتجزأ عن نشاطه الفني والعلمي الموجّه أساسا نحو الموسيقى العربية، وكذلك الإفريقية، المتوسطيّة، والإسلامية عموما. إنتاجه العلمي يتّسم بالثراء والتنوّع من كتب ودراسات، باللغتين العربية والفرنسية، عدد منها تُرجم إلى لغات شرقية وغربية (كاالفارسية والتركية والروسية والصينية والإيطالية واليونانية والإسبانية والإنجليزية والألمانية).

مختصر لنشاطاته العلمية

نظّم محمود قطاط عدة حلقات دراسيّة ودورات تدريبية في مواضيع مختلفة منها “التربية الموسيقية في العالم العربيى: التجربة التونسيّة” وذلك خلال أشغال “ملتقى الفنون التقليدية والمجتمع الحديث-مركز الفن الشعبي بمدينة براست/ فرنسا (1980)، و”الأصالة والتنوع في الموسيقى العربية” تابع لوزارة التربية الوطنية- فرنسا بمدينة فيزون-لا-رومان (Vaison-la-Romaine) (أكتوبر 1991)، و”القوالب الموسيقية: فنون الأداء حسب التقاليد الموسيقية العربية” في إطار أشغال ملتقى البحر الأبيض المتوسط-مركز المبادرة المتوسطية-بالارمو-صقلية-إيطاليا (ديسمبر 1986)، و”الموسيقى المغاربية-الأندلسية (النظام اللحني والإيقاعي، القوالب الغنائية والآلية، تطبيق الغناء والعزف” ضمن دورة تدريبية في ملتقى مدارس الموسيقى ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط (ECUME)-معهد الموسيقى بمدينة مرسيليا/ فرنسا (ديسمبر 1993)، و”الغناء العربي-الأندلسي” ورشات المتوسط للغناء والخط (ECUME) مدينة مرسيليا (جويلية 1998)، و”الموسيقى العربية-الأندلسية” حلقة دراسية أورومتوسطية/ ثقافة البحر-أسرنزا-منطقة بزيليكاتا-إيطاليا (ماي 2000).

شارك في العديد من نشاطات الجامعة الصيفيّة بمواضيع عدة منها “الموسيقى العربية: الرصيدين الكلاسيكي والشعبي”، سلسلة دروس في مناهج وتقنيات العمل الميداني في علم موسيقى الشعوب-كلية الآداب والفلسفة/ معهد العلوم الأنتروبولوجية (جامعة مدينة بالارم-صقليّة-إيطاليا (ماي1987)، و”العناصر المشتركة للفن الموسيقي المتوسطي” بجامعة الشريف الإدريسي بمدينة الحسيمة-المغرب (جويلية 1988)، و”قالب النوبة في التقاليد الموسيقية المغاربية-الأندلسية” بجامعة برشلونة-المعهد الكتلاني للدراسات المتوسطية والأنتروبولوجية-مدينة برشلونة-إسبانيا(ديسمبر 1993)، و”عناصر اللغة الموسيقية العربية” قدم في شكل دروس ضمن برنامج طرق الإبداع الفني في الإسلام بجامعة كاملوتانس-مدينة المرية-إسبانيا- (أوت 1993).

أشرف على عديد البحوث الجامعية في عدد من المؤسسات من أهمها الجامعة التونسية في اختصاص “العلوم الثقافية” و”معرفة التراث والتنمية الثقافية” و”العلوم الموسيقية”، وكذلك الجامعة الفرنسيّة جامعة السربون باريس 4، كما شارك منذ سبعينات القرن الماضي في العديد من العروض الموسيقية والمؤتمرات والندوات العلمية وقد أنتج مجموعة من الكتب والبحوث والدراسات، باللغتين العربية والفرنسية، عدد منها تُرجم إلى الإيرانية والإيطالية والإسبانية والإنجليزية والألمانية والروسية والصينية. نشر محمود قطاط قائمة كبيرة من إنتاجه العلمي وقد عدّدها في ترجمته الذاتية بــ 141 عملا بين كتب ومقالات كتبت باللغة العربيّة و90 عملا بين كتب ومقالات كتبت بلغات أخرى.

هذا إلى جانب العروض الفنية التي شارك بها في مناطق عدة من دول العالم منها فرنسا وإيطاليا وتونس والمغرب وألمانيا وإسبانيا ولبنان ومصر واليونان والكويت، فضلا عن الحصص الإذاعية التي دعي إليها كمنتج وكضيف للحديث عن الموسيقى العربيّة منها الإذاعة الفرنسية بباريس وإذاعة تونس الثقافيّة برنامج “شرفات على موسيقات” (تونس)، إلى جانب المشاركة في منتديات وحلقات دراسيّة في جامعات صيفية أوروبية نظمت في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.