Annonce

جامعة تونس

تنظم

المؤتمر الدولي 

عشرية التحولات في تونس (2010 ـ 2020): النظر في الديناميات الاجتماعيّة

 10 و 11 أفريل 2020

في غضون هذه العشرية 2010 ـ 2019 شهد التونسيون إعصارا من الأحداث خُتمت بانتخابات 2019. وقد مرّ المسار الثوريّ الذي انطلق منذ شهر ديسمبر 2010، بمراحل عدّة، كان بعضها سلميّا وكان بعضها الآخر يزيد أو يقل سلميّة. وقد استبدل المرور من الجمهوريّة الأولى إلى الجمهوريّة الثانية النظام المزدوج من النظام القديم مؤسسا لتوازن بين السلطات الثلاث، محققا نهاية الحزب الواحد، واضعا مكانه التعدد الحزبي. وإلى جانب ذلك كرس هذا المرور اشتراك المواطنين والمواطنات في الممارسة الفعليّة للسلطة الشعبيّة عبر تنظيم انتخابات حرّة وشفافة. وكرس الدستور المصادق عليه في سنة 2014 كل الإصلاحات المرتبطة بهذا المسار، وأعلن عن استحداث مؤسسات جديدة. تلك هي التغييرات السياسية الهامّة، في فترة تسارعت فيها الأحداث والوقائع. وبعض التواريخ علامات باقية خالدة في هذا المسار مثل 10 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 و 9 أفريل و12 جوان و4 ديسمبر 2012 و6 فيفري و25 جويلية 2013 وسبتمبر ـ أكتوبر 2019. كل هذه الأحداث قوة إبداعيّة كامنة ألهمت الفنانين التونسيين. فقد عبر النحاتون والسينمائيون والمسرحيون والموسيقيون عن ذواتهم كلٌ في ميدانه، متقاسمين مشاعرهم ورؤاهم في أغان ومسرحيات وأفلام وأعمال وثائقية  وغرافيتي وفن الشارع. وفي سنة 2012 عكّرت هذا الاندفاع هجمات على قاعة سينما في العاصمة وعلى معرض للرسم في الضاحية الشمالية. وقد أبان ذلك عن هشاشة الوضع، 18 شهرا بعد سقوط النظام القديم. وقد صار الآن، في ختام هذه العشريّة، من الضروري القيام بتقييم يُنْجز في مقاربات أكاديمية، وتوضع فيه مختلف المشاريع والأعمال المحققة منذ سنة 2011 موضع سؤال ونظر.
من الهام أن نسجّل أنّ فكرة الحرية قد فرضت نفسها في حقل الفنون أولا. فهذه العشرية قد سرت فيها من بدايتها حتى نهايتها فكرة الحريّة/الحريات التي استقرت في أناة وأوجاع. وقد دافع عنها أو دعا لها أو مارسها فنانون ملتزمون كلٌ حسب قيمه الجمالية والأخلاقية. وسواء أكانت هذه الفكرة فردية أو جماعيّة فقد كانت كليَّةَ الوجود في كل الخطابات الفنية.
وعلّمتْ السنواتِ الثماني الأخيرةَ، في الجملة، أربعةُ انتخابات ثقيلة النتائج  ومثلت تدريبات حقيقيّة على الديمقراطية وكانت في 2011، و2014، و2018 و2019. أما نتائجها فقد فاجأت – إن قليلا أو كثيرا – التونسيين أو حيّرتهم أو أقنعتهم أو لم يعيروها اهتماما وذلك تبعا لقناعاتهم و/أو لانتماءاتهم السياسيّة. وأثبتت انتخابات سنة 2014 حيوية المجتمع المدني الذي أحدث انقلابا في التوجه على حساب الأحزاب.
وبغض النظر عن ردود فعل وخطاب الصحافيين والمعلقين والمواطنين والساسة فإنّه من حق المجتمع أن يفهم ما حصل في مرحلة المسار الاجتماعي السياسي هذه التي أوصلت رئيسا جديدا لقصر قرطاج. ومن حق المجتمع أيضا أن يفهم الدينامية والرهانات التي شرّعت أبواب البرلمان لمرشحين بعضهم معروفون في المجال وبعضهم هو فيه إلى الدخيل أقرب.
وعقب الانتخابات الأخيرة صرح بعضهم بأن النتائج كانت متوقعة ودالّة. وآخرون تفاجؤوا وطائفة ثالثة صعقوا صعقا. ولا شك أن طيف ردود الفعل هذه هو انعكاس للتنوع الاجتماعي الثقافي في تونس.
أتكون الشعوب صائبة حكيمة دائما؟ أتكون اختيارات الشعوب بالضرورة هي الاختيارات الفضلى؟ من تربة هذين السؤالين بزغت فكرة تنظيم ملتقى علميٍّ. ففي الثالث عشر من أكتوبر 2019 انْتُخب الرئيسُ الجديدُ في استفتاء شعبي فاز فيه بثلاثة أرباع الأصوات. بل إنّ 90% من الشباب ـ وذاك أشدُّ دلالة ـ صوتوا له.
كيف دفعت وسائل الإعلام إلى الأعلى، في مسائل تتعلق بالدستور، هذا الدخيل على السياسة، هذا الذي لم يطأ عتباتها إلا في سنة 2011؟ كيف يمكن لهذا المترشح الذي لا حزب له ولا كتلة برلمانية ولا برنامجا انتخابيا جيّد التحديد، أن يصعد إلى السلطة العليا؟ فقد وقع التركيز خلال حملة محتشمة على “الرجل المستقيم الصارم وليد الثورة، ضامن التغيير” وجُعِل لذلك شعارٌ هو: “مرحلة جديدة من الثورة واجبة”
وجامعة تونس، لتعلقها بالدور المواطني للتعليم العالي ولوعيها بدورها الوطني باعتبارها مكانا للتفكير منذ ستين عاما ولتجذرها في قلب الروابط الدينامية  والبنيوية بين الأمة والدولة والمجتمع، تضع على عاتقها مهمة دعوة الباحثين للتفكير في التحديات الاجتماعيّة الجديدة التي تعيشها تونس وذلك بتنظيم ندوة دولية متعدّدة الاختصاصات. وستمكن هذه الندوة من التساؤل في شأن ما يمكن أن يُعد منعرجا، قصد المساهمة في فهم الانتخابات البرلمانيّة والرئاسية في مجمل المسار الانتقالي المعقد الذي يعيشه البلد منذ 2010 ما مداخله وما مخارجه.
وسيحمل الباحثون في الآداب واللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعيّة  والفنون، هؤلاء المتمتعون بمنزلة مميزة في جامعة تونس، عناصر من الإجابة بناء على منهج علمي وذلك قصد فك عقد هذه الظواهر والعوامل المشعّثة المعقدة التي تسم عشرية 2010ـ2020. وأمام غرور بعضهم وخيبة الشباب وحماسة آخرين وتفاؤلهم وجب اختيار التعدد الاختصاصي. وعلة ذلك هي أن كل اختصاص أو كل خطاب يتحرك في ما يسميه ميشال فوكو “نسقٌ لحقيقةٍ” وعلى هذا النحو فإننا نأمل أن يساعد تعدد المقاربات على الفهم فهما أفضل.
تلتئم هذه الندوة يومي الجمعة 10 والسبت 11 أفريل 2020 وستكون فرصة لتناول المواضيع التالية:
ـ السياق التاريخي منذ انتخابات 2009
ـ 2010 ذروة الأزمة الاجتماعيّة الاقتصادية: “تربة ثورية”
ـ التدرب على الحريّة منذ 2011
ـ الدينامية الاجتماعيّة: الطبقات والفئات المنخرطة، المستفيدة أو المهدّدة/ تفقير الطبقات الوسطى/البنية الديمغرافيّة
ـ دور المجتمع المدني ووزنه
ـ المناطق المحرومة في تونس قبل سنة 2011 وبعدها.
ـ ظاهرة الهجرة الشرعيّة (هجرة العقول) والهجرة غير الشرعيّة (الشباب العاطل عن العمل)
ـ وسائل الإعلام موجه وسائط بين السياسي والمجتمع أو الأطراف الفاعلة؟
ـ الوسائط الاجتماعيّة: أدوات تعبئة أو تلاعب ومناورة؟
ـ وكالات سبر الآراء والرأي العام
انفجار عدد الأحزاب (أحزاب جماهيرية وأحزاب إطارات نخبوية…)
ـ الخطابات السياسية والإيديولوجيّة/الاستعداد والأهلية للحوار/التورط في مناجاة ذاتية.
ـ أزمة نظام القيم التقليدية وصعود قيم جديدة
ـ الأمن وانعدامه وازدياد العنف والجريمة واستمرار تهديد الإرهاب
ـ صناديق الاقتراع أهي أداة انتخابية محايدة؟ دلالة فعل الانتخاب/ كيف يُختار المترشحون؟
ـ الثورة في الأدب والفنون.
روزنامة المواعيد:
يطلب من المترشحين للمشاركة أن يرسلوا مشاريع مداخلاتهم على أقصى تقدير في 31 جانفي  2020، والنسخة النهائية من مساهماتهم في آخر شهر جوان للتمكن من نشر الأعمال في مؤلف ذي أهميّة تاريخية.
اللجنة العلمية
سمير بشة، عمر بلهادي، مراد بن جلول، رياض بن رجب، سامي بن عامر، هشام بن عيسى، صلاح بن فرج، إيمان بن يوسف، مصطفى التليلي، الهادي التيمومي، أحمد خواجة، عبد الستار السحباني، جميل شاكر، رضا الشنوفي، المولدي قسومي، سوسن كريشان، المختار كريم، خالد كشير، صالح مصباح، مليكة ولباني.
 يترأس اللجنة العلمية أ.د. الحبيب سيدهم